ترك للزوجين أن يتصرفا ببراءة وفطرة كما لو لم يسمعا أو يشاهدا أفلاماً أو يقرأ قصصاً، لكان لتصرفهما الفطري عظيم الأثر على راحتهما ونفسيتهما ولوصلا إلى قمة المتعة والتفاهم في غرفة النوم.
ولكن يبدو أن معظم المؤثرات تأتي من الخارج من أشخاص أو أفلام أو كتب نقرأها أو نشاهدها.
إنها باردة
قد لا يتجرأ الرجال على لفظ تلك العبارة لاعتبارات عديدة وضوابط دينية وأخلاقية يداخلها تيار الغيرة على بيته وزوجته. ولكن الكثير من الأزواج يحكمون في سرهم على زوجاتهم المسكينات، وهن مسكينات لأنهن في الحقيقة لسن بباردات، إنما هن حييات خجولات يحاولن إرضاء رغبات أزواجهن في غرفة النوم دون أن يظهرن ما يرغب الزوج في ظهوره منهن من حركات وكلمات وتعابير حسية وحركية أخرى.
وكثيراً ما يقارن الأزواج للأسف بين زوجاتهم وما سمعوه من أصدقاء لهم أو ما يشاهدونه في بعض الأفلام الخليعة أو الإباحية التي تعرض فيها نساء تلك الأفلام أجسادهن وحركاتهن وتعابيرهن المختلفة رخيصة مبتذلة لكل من يشاء أن يشاهدهن.
وبالتأكيد لا تستطيع الزوجة الخفراء الوادعة التي رُبيت في بيت أبيها على العفة والطهارة والنقاء أن تجاري تكنيك المومسات في حركاتهن، وليس بعيب أن يكون فيهن نقصاً في أداء تلك الحركات المثيرة لأنهن أصلاً لا يُجدن تلك الحركات الشائنة.
قال الدكتور فورل: إن مرافقة المومسات تجعل الرجال عاجزين عن فهم وظائف المرأة التناسلية وطباعها، لأن المومسات لسن إلا آلات أو أعضاء مدربة على الأفعال الشهوانية بالأساليب المعروفة.
هذه الحقيقة ينبغي أن ينتبه إليها معظم الأزواج، وأن يطمئنوا إلي أن أكثر الزوجات مثل زوجاتهم، ومن ثم فلا يجوز مقارنتهن بما يرونه في بعض الأفلام.
ولكن .. هل هذا الدفاع عن الزوجات يعني أن نقول لهن: أنتن لستن مثل المومسات .. ومن ثم فابقين هكذا.. سلبيات، مسايرات، لا حركة، ولا صوت، ولا تفاعل.. ؟
لا، وليس عيباً أن تحاول الزوجة، مرة، واثنتين، وثلاثاً، وستنجح في النهاية.
ونجاحها يعني عدة أمور:
- كسب زوجها إليها حين تجعل علاقتهما مفعمة بالحب المتبادل.
- إعفافه ومساعدته على غض بصره عن الحرام، بل وانصرافه عنه نهائياً.
وإننا ندعو الزوجة إلى عدم التردد في المشاركة الفاعلة، ولو بدأتها تكلفاً وتمثيلاً، فإن هذا يعجب الزوج ويثيره، ويرضي نفسه ويسعد خاطره، وسيصبح ذاك التكلف والتمثيل طبعاً وسجية في الزوجة، وستقوم بها في يسر وسهولة فيما بعد، وبخاصة حين تجد آثارها الإيجابية في زوجها.
وندعو الزوج كذلك إلى تشجيع الزوجة على إظهار تلك الآثار، فلا يتهمها أو يستنكر عليها، وليصارحها بأنه يطلب هذا منها، ويسره صدوره عنها.